مع تصاعد المعارضة الشعبية للرئيس السوري بشار الأسد في أعقاب الهجمات العنيفة ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية داهمت الشرطة السرية السورية منازل قرب العاصمة دمشق ليل السبت واعتقلت عددا من المعارضين للنظام. ويجيء ذلك بعد ان قتلت قوات الامن ومسلحون موالون للاسد 112 شخصا على الاقل في اليومين الماضيين عندما اطلقوا النار على محتجين يطالبون بالحريات السياسية وانهاء الفساد يوم الجمعة وخلال تشييع جنازات الضحايا بعد ذلك بيوم.وكانت تلك أعنف هجمات واكبر مظاهرات منذ تفجر الاحتجاجات في مدينة درعا بجنوب سوريا قرب الحدود مع الاردن قبل خمسة اسابيع.
واقتحم رجال امن في ملابس مدنية مشهرين بنادق منازل في ضاحية حرستا بعد منتصف الليل مباشرة واعتقلوا نشطاء في المنطقة المعروفة باسم الغوطة. قالت لجنة الحقوقيين الدولية يوم الاحد ان على مجلس الامن التابع للامم المتحدة التحقيق فيما قامت به قوات الامن السورية من قتل جماعي ربما يستلزم محاكمة من المحكمة الجنائية الدولية.
في اثناء ذلك قالت لجنة الحقوقيين الدولية ان أكثر من 330 شخصا لقوا حتفهم خلال خمسة أسابيع من الاحتجاجات في سوريا بعد أن أطلقت قوات الامن النار على الحشود وواصلت القاء القبض على النشطاء.وأضافت أن القتل وقع في اطار قمع للاحتجاجات منذ 15 مارس في درعا واللاذقية وحمص ومدن أخرى. وقدمت مجموعة من المحامين ونشطاء حقوق الانسان أسماء أغلب الضحايا.وقالت اللجنة التي تضم 52 من الحقوقيين البارزين في بيان صدر مساء السبت ان من المتعتقد ان قوات الامن السورية بمن في ذلك افراد من الحرس الرئاسي وميليشيات موالية للنظام تنفذ هذه الهجمات. وحثت اللجنة السلطات السورية على وقف ما أسمته استخدام القوة غير المتكافئة ضد المحتجين.وقالت اللجنة ان على السلطات أن تفرج على الفور عن الاف المحتجين الذين ذكرت أن قوات الشرطة وأمن الدولة احتجزتهم تعسفيا خلال الاسابيع الخمسة الماضية. والكثير من الاسر لا تعلم شيئا عن أماكن احتجاز أبنائها. واعلنت منظمة حقوقية سورية امس ان السلطات في دمشق اعتقلت الناشط الحقوقي دانيال سعود الذي يسكن في مدينة بانياس وذلك على خلفية نشاطه الحقوقي في سوريا. وفي خطوة لم تكن متصورة في سوريا قبل خمسة اسابيع فقط استقال نائبان من درعا في البرلمان السوري يوم السبت احتجاجا على قتل المحتجين.وردد المحتجون يوم السبت هتافات وصفت الاسد بانه خائن وجبان وطالبته بأخذ جنوده الى الجولان منتقدين الرئيس السوري لاطلاقه قواته ضد شعبه بدلا من تحرير مرتفعات الجولان المحتلة.وتعكس الهتافات العدائية ارتفاع سقف مطالب المحتجين الذين كانوا يطالبون في البداية بمزيد من الحريات لكنهم يطالبون الان باسقاطه. وامتدت الاحتجاجات التي وقعت في مطلع الاسبوع من مدينة اللاذقية الساحلية الى حمص وحماة ودمشق وضواحيها وبلدات جنوبية. وقال نشطون حقوقيون ان عدد القتلى ارتفع الى نحو 350 مع اختفاء العشرات منذ تفجر المظاهرات في 18 مارس .وطرد الاسد معظم وسائل الاعلام الاجنبية من البلاد خلال حملته على المحتجين ومن ثم يصعب التحقق من التقارير المستقلة عن أعمال العنف.ويستخدم المتظاهرون الانترنت لبث صور اعمال العنف. والغى الاسد حالة الطواريء الاسبوع الماضي في محاولة لتهدئة المحتجين وتخفيف الانتقادات الدولية. وكانت الانتقادات الغربية في البداية هادئة بسبب الامل في أن يطبق الاسد اصلاحات حقيقية ولان قيام ثورة في سوريا قد يعيد تشكيل الخريطة السياسية في الشرق الاوسط.