كتبت سابقا ونشرت مقالى فى نفس هذه الصفحات وكان بعنوان ( أنا أعترف بالمجلس العسكرى)، وبرغم كل ما حدث من اشتباكات وأزمات، وبالرغم من كل الاتهامات التى تكيل إلى قادة المجلس العسكرى وبالرغم من حالة عدم الفهم لما يجرى، فأنا أجدد اعترافى بالمجلس العسكرى وبقيادته لعلى تناقشت مع الكثيرين ومنهم من أيد رأيى ومنهم من عارض وبقوة، ولكنى مقتنع تماما بأن المجلس العسكرى هو صاحب الشرعية فى مصر والتى يجب أن تحترم، بل أكرر كلامى السابق بان المجلس العسكرى هو الكيان الوحيد المتماسك فى مصر، وهو الأقدر على قيادة البلاد حتى انتهاء تلك المرحلة الانتقالية التى حددها المجلس بنفسه فى نهاية يونيو القادم، ولكنى بالتأكيد لست موافق على العديد من السياسيات التى يتبعها المجلس العسكرى وتلك الهفوات التى يقعون فيها مرة بعد مرة، ومنها ذلك التصريح الذى قاله أحد قيادى المجلس بأن مجلس الشعب لم يمثل الشعب المصرى وهى بالتأكيد خطيئة كبرى، فضلا عن تأخرهم فى الكثير من القرارات، ولكنى بالرغم من ذلك ما زلت متمسكاً بالاعتراف بشرعية المجلس العسكرى، وأرى أن من مصلحة مصر كلها إعطائهم الفرصة حتى نهايتها فإذا كان للمجلس أخطائه فإن للمتظاهرين أيضا العديد والعديد من أخطائهم التى أسقطت وأحرقت مصر فهم لم يتيحوا أى فرصة مناسبة للمجلس العسكرى فلم يمر أسبوعا واحدا دون مليونيين أو مظاهرات ليس هذا فحسب، بل منهم من أهان المجلس العسكرى والجيش ومنهم من بدأ الفتنة، وهاجم أفراد الجيش بالسلاح والرمى بالحجارة وغيرها وهذه ليست مبررات ولكنها حقائق واضحة، بل إن الكارثة الكبرى أن البعض أصبح يرى أن مهاجمة الجيش والاشتباك معهم هى جزء من الوطنية أو جزء من حب مصر، وأن التضحية فى سبيل الوطن هى مواجهة الجيش، واعتقد بأننا وقعنا فى الفتنه التى يمكن أن تقضى وتحرق ما تبقى منا إن لم نجد حلا وعلاجا شافيا لما نحن فيه قبل أن نحترق كما احترق تاريخنا، وأن الحل من وجهة نظرى يتمثل فى أن ننهى تلك الحالة من الاعتصام حتى تستطيع الحكومة الجديدة أن تبدأ مهمتها المعطلة، وحتى نتمكن من إتمام المرحلة الثالثة من الانتخابات حتى نعبر ذلك المستنقع، بل أن الحل الأفضل هو أن نحب وطننا حبا حقيقيا نمثله بالفعل لا بالقول... رحم الله شهداء مصر من المتظاهرين والشرطة والجيش ونتمنى ألا يقع المزيد .... فالله أكبر والعزة لمصر..