"..المال وحده لا يكفى" هذه المقولة لا تتناسب فقط مع الحياة الاجتماعية، وإنما تنطبق أيضاً، على عالم كرة القدم، بعد النتائج المتدهورة التى حققتها الأندية الأوروبية التى أثارت ضجة واسعة خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، بسبب قوة الصفقات المدوية وإنفاق مبالغ مالية لبناء تلك الفرق للمنافسة على حصد البطولات على الصعيدين المحلى والقارى.
نادى مالاجا الأسبانى الذى يملكه رجل الأعمال القطرى عبد الله بن ناصر آل ثانى، أول الأندية الأوروبية التى تنطبق عليها تلك المقولة الشهيرة، بعد الصفقات المدوية التى أبرمها النادى الصيف الماضى، أمثال الهولندى رود فان نيستلروى، والأسبانى خواكين، والفرنسى جيرمى تولالان، وعلى الرغم من نجاح الإدارة فى تدعيم صفوف الفريق الأندلسى، من أجل المنافسة على أحد المراكز الأربعة الأولى فى جدول ترتيب الدورى الأسبانى، والمشاركة فى دورى أبطال أوروبا الموسم المقبل، فإن نتائج الفريق فى النصف الأول من المسابقة جاءت مخيبة للآمال.
يحتل مالاجا المركز السابع فى جدول ترتيب الليجا، بعدما تذوق طعم الفوز 7 مرات، وتلقى ستة هزائم وثلاثة تعادلات، فى 16 مباراة خاضها بالمسابقة، فضلا عن الصفقات التى لم تترك بصمة واحدة للفريق طوال مباريات النصف الأول من المسابقة.
ثانى هذه الأندية هو نادى روما الإيطالى، الذى تضاءلت آماله بشدة فى المنافسة على إحراز لقب الدورى الإيطالى هذا الموسم، على الرغم من الصفقات العديدة التى أبرمها مالك النادى رجل الأعمال الأمريكى توماس دى بنديتو، أمثال الأرجنتينى إيريك لاميلا، وبويان كركيتش، وبابلو أوزفالدو، وفرناندو جاجو، إلا أن نتائج الفريق فى المسابقة المحلية عكست مدى التدهور الذى يعانى منه تحت قيادة المدرب الأسبانى الشاب لويس إنريكى، على الرغم من أن قيمة اللاعبين تتعدى قيمتها أكثر من 187 مليون يورو.
ويحتل نادى العاصمة الإيطالية المركز السابع فى جدول ترتيب الكالتشيو، متخلفا بفارق 10 نقاط كاملة عن ميلان المتصدر، فضلا عن خروجه المبكر من بطولة الدورى الأوروبى "اليوروباليج" أمام سلوفان براتيسلافا السلوفاكى "المغمور".
وينضم لقائمة الأندية التى تخضع لتلك المقولة نادى باريس سان جيرمان الفرنسى، الذى يعيش حالة من الازدهار الاقتصادى، بعدما أصبح تحت سيطرة مؤسسة قطر للاستثمار، التى عكفت على تطوير وتدعيم صفوف الفريق الذى ظل يعانى من سوء نتائج فى المواسم الأخيرة، وقامت المؤسسة القطرية بتدعيم الفريق بالعديد من الصفقات لعل أشهرها صفقة الأرجنتينى خافيير باستورى، ورغم ذلك فإن الفريق ودع مسابقة "اليوروباليج" من دور المجموعات، وعلى إثره تمت إقالة أنطوان كومبواريه فى الوقت الذى كان يحتفل فيه بنجاحه لقيادة الفريق للحصول على لقب بطل الشتاء فى الدورى الفرنسى.