مازال الحجر الذى قذفه إنشاء صفحة "هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" ينتج المزيد من الأمواج المتلاطمة، والتى تصب فى بحر الجدل حول ماهية الهيئة، والخلاف الذى نشب بينها وبين حزب النور بعد مبادرة قيادات الحزب بالتبرؤ من الهيئة ونفى أى ارتباط بين الحزب وبينها، وهو الأمر الذى دفع المشرفين على الصفحة إلى الإعلان عن الانسحاب من حزب النور، ومهددين بفضح العلاقة التى تربط الحزب بالهيئة، فى الوقت نفسه أكد القائمون على الصفحة أنهم مستمرون فى عملهم وأنهم بصدد اتخاذ جميع الإجراءات التى من شأنها إبراز الإطار القانونى للهيئة.
وفى الوقت الذى يترقب فيه الجميع نزول أفراد الهيئة إلى الشارع لبدء عملهم فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وكيفية أدائهم لهذا العمل، فوجئ أصحاب صالونات الحلاقة بمدينة بور فؤاد ببعض الشباب الملتحى الذى يرتدى جلبابا أبيض ويحمل بيده عصا من "الخيرزان" يحذرونهم من عدم حلق اللحية للمسلمين وعدم استخدم الخيوط فى تسوية حاجب الشباب والرجال والتى تسمى بـ"التنمص" بما يخالف الشريعة الإسلامية فى رأيهم.
وأكد هؤلاء الشباب أنهم بصدد تأسيس "هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" تكون مهمتها مراقبة السلوك العام فى كافة المرافق العامة كالشواطئ والحدائق والملاهى والشوارع والميادين الرئيسية وغيرها لتقويم سلوكيات المواطنين وكل ما يتعارض مع الكتاب والسنة والالتزام بالزى الإسلامى المتمثل فى النقاب، وهو الأمر الذى ربطه الجميع بتدشين صفحة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وإن لم يتيقن حتى الآن أن هناك ارتباطا ما بين هؤلاء الشباب وصفحة هيئة الأمر بالمعروف.
وأكدت الصفحة، أنه تمت إزالة شعار حزب النور قائلين "نحنُ نستمد نورنا من شريعتنا الغراء، وليس من حزب مُنافق يقول قادتهُ فى الخفاء ما يُنكرونه ويسارعون إلى نفيه فى العلن"، وهو تأكيد جديد من القائمين على الصفحة بتخلى حزب النور عنهم رغم اتفاقه السابق ومباركته لإنشاء الهيئة.
ووعدت الصفحة أعضاها بأنهم بدأوا إجراءات تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المُنكر بـمصر، والتى تجرى على قدم وساق من أجل وجود شرعى للهيئة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه جماعة القعقاع بن عمرو السلفية فى بيان لها دعمها الكامل لهيئة الأمر بالمعروف، مشيرة إلى استنكارها تخلى حزب النور عن الهيئة، بعد أن استجاب لضغط الأقلية العلمانية بمصر، على حد قولها، وتراجع عن دعمه لشباب الهيئة، ولافتة إلى أنها ستعلن عن أعضائها المنضمين إلى الهيئة فى وقت لاحق.
فى الوقت نفسه، وضع القائمون على الصفحة استفتاء غريبا عليها عن مرشحى الرئاسة، حيث لم يضم الاستفتاء سوى اسم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وتكرر اسمه 3 مرات وهو ما يدل على أن الجهة لا ترى أى مرشح آخر صالحا لحكم مصر سوى الشيخ حازم، وهو ما فسره الكثيرين بأنها قد تكون محاولة من جانب القائمين على أمر الهيئة لجذب الشيخ أبو إسماعيل إليهم، للارتكان إليه بعد تخلى حزب النور عنهم، وحثه على دعم الهيئة، خاصة فى ظل حاجتهم إلى التمويل اللازم لدفع رواتب الشباب الذى ينضم إليهم خاصة فى ظل إعلانهم عن دفع مرتبات للشباب "المطوع" والذين وصل عددهم إلى ما يقارب ال 1400.
موضوعات متعلقة..
"النهى عن المنكر" تهدد صالونات الحلاقة بعدم حلق اللحى ببور فؤاد