استكملت محكمة جنايات القاهرة، اليوم، الثلاثاء، برئاسة المستشار أحمد رفعت جلساتها فى محاكمة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وابنيه علاء وجمال وحبيب العادلى و6 من كبار مساعديه فى قضية قتل المتظاهرين وإهدار المال العام، حيث أكدت المحكمة فى البداية أنه عهد على المحكمة قول الحق فى "أن تحكموا بالعدل"، كذلك أن توالى نظر الدعوى فى جلسات متعاقبة وأن يكون الحق والعدل دستورها، وتنوه المحكمة للجميع بأن يرفعوا يدهم عن القضاء، وتطلب من المتخصصين أن يرفعوا أيديهم عن المنصة وغير المتخصصين أن يمتنعوا عن الزج بآراء تضر بسير الدعوى، وتوضح أنها لا تتأثر برأى ولا بقول وأن نبراسها هو الحق والعدل، وتؤكد أيضا أن للمتهمين كافة الحقوق فى إبداء الرأى والملاحظات والتعقيب من واقع الدعوى.
بدأ فريد الديب مرافعته بقول الله سبحانه وتعالى "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين"، ذكر الديب أنه سيترافع عن العادلى ومبارك فى قضية قتل المتظاهرين معاً، بالإضافة إلى مرافعته عن مبارك وابنيه فى تهم إهدار المال العام واستغلال النفوذ، واستعان خلال المرافعة بكتب عن القانون وآداب المرافعات، وذكر أن الادعاء بالحق المدنى خرج عن الأعراف القانونية فى حديثه للمتهمين واستشهد فى ذلك بالمادة 1130 لآداب مرافعة الادعاء ذكر فيها "أنه يجب البعد عن التجريح للمتهمين، وانتقد الديب أيضاً مرافعة وحديث النيابة العامة، وقال لهم أنتم خرجتم عن الأصول وليس معنى أنكم على يمين المحكمة أن تخرجوا عن صلب وقائع الدعوى، وراحت النيابة تمطر المتهمين بأشد اللعنات فى البداية، وأفردت الحديث عن توريث الحكم موجهة كلامها إلى الرأى العام والجمهور رغم عدم وجود توريث الحكم فى القضية، كذلك الحديث والإساءة إلى زوجة الرئيس السابق، مما أثار غضب الرئيس السابق وأولاده، وأوضح أيضا أن النيابة ذكرت وقائع دعويين خارج سياق القضية للتدليل على فساد المتهم الأول، وهى قضية مكتبة الإسكندرية والسبيكة الذهبية رغم حفظ التحقيق والدعوى فى القضيتين.
واستعرض الديب فترة بداية حكم الرئيس السابق مبارك، وذكر أنه ينتمى إلى المؤسسة العسكرية التى تعتمد على النظام، وأنه يقدس العدل، وطاهر اليدين رغم ما ذكرته النيابة بالعكس فى مرافعتها، وهنا قاطعه المدعون بالحق المدنى وقالوا إن الديب يستفزنا فى تلك المرافعة، إلا أن المحكمة تدخلت وطلبت منهم الصمت والالتزام بآداب الجلسة، واستكمل الديب أن تاريخ مبارك ملىء بالنجاح وأيضا الإخفاقات، لكنه تاريخ حافل بالحق والعدل ونبذ الظلم وتقديس القانون، وأكد الديب أنه سيفجر مفاجأة ستنسف بالقضية وتقلبها رأسا على عقب، وأنه سوف يعلن عنها فى نهاية جلسات المرافعة حتى نتجنب وقوع أى مشادات أو خلافات.