هذا هو عنوان لما نعيشه فى مصر، حاليا وللأسف العيلة التايهة هى مصر، فالثابت من خلال الأحداث الحاصلة أننا فى مرحلة توهان فبمجرد أن انعقد مولد الثورة والديمقراطية فى بر مصر وبعد الخلاص من حسنى مبارك، وأعوانه حتى تبارى الجميع فى نصب الخيام وإقامة الاحتفالات أحيانا وإقامة سرادقات اللطم والعويل دائما فمن أفراح التيارات الإسلامية بغزوة الصناديق فى الاستفتاء والنجاح فى الانتخابات البرلمانية بغرفتيه وبعد وصولهم لمقاعد البرمان أعلنوا أن الديمقراطية دخلت مصر ولن تتركها ثانية وبين ولولة الليبراليين والمطالبة بالدستور أولا وعدم تكويش الإسلاميين على كل شئ (رغم أن صندوق الانتخابات هو من أتى بهم) ثم جاءت الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وحدث كالعادة خلاف بين كل الأطراف وحكم ببطلان تشكيلها وحاول أولاد الحلال، تقريب وجهات النظر دون فائدة وأثناء هذه الفترة فقدت مصر الكثير من أبنائها فى أحداث مختلفة (ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وبورسعيد وأخيرا العباسية) وأيا كانت مبررات هؤلاء الضحايا وسواء كانوا على صواب أم خطأ فإنهم فى النهاية أبناء لهذا البلد والمؤسف أنهم قتلوا على أياد مصرية أيضا وحتى عندما ظهر بعض رموز النظام السابق، وأراد الترشح لرئاسة الجمهورية حدث خلاف فالمعارض لترشحهم يقول ليس معنى أن الثورة كانت بيضاء ولم نعلق المشانق فى الميادين وتركناهم أحرارا أن تصل بهم البجاحة للترشح للرئاسة بعد الثورة التى أطاحت بهم أما المؤيد أو غير الممانع فيرى أن الصندوق هو الفيصل وأن لا نحرم أحدا من حقه الدستورى فى الترشح.
ووسط هذه الأمواج ظهر مرشحون وأستبعد آخرون ولم تستقر الأمور بعد خصوصا لدى أنصار الشيخ حازم واتخذوا الموضوع حياة أو موت فإما سنحيا وحازم رئيسا وإما الموت للجميع ولا أدرى على أى من المذاهب يستندون ولماذا على السلطة يتهافتون ألم يعلموا أن درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة، وتم الاختلاف على زيارة المفتى إلى القدس وهل هى حلال أم حرام ؟وهل يعتبر له أجر الاجتهاد أم أنه خائن للقضية الفلسطينية؟.
والكل كليلة يتبارى فى الحديث عن الاقتصاد المتآكل والاحتياطى الذى قارب على النفاد، ولم يعمل أحدهم عملا واحدا يقربنا من العثور على مصر المفقودة والتى تاهت من بين أيدينا فى بداية المولد كلنا نبحث عن خطايا وأخطاء الآخرين ولا نبحث عن عمل مشترك ينهض بالبلد فالليبراليون يرفضون كل ما هو إسلامى وكأنهم مازالوا محظورين والإسلاميون يعتقدون أن الليبراليين رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه فللإسلاميين الأمر وعلى ما دونهم الطاعة.
لم يذكروا لمصر محاسنها وأنهم كانوا يتقربون زلفى لمبارك وأعوانه (إلا قليلا منهم) بينما تئن مصر من تحت أقدامهم كلهم تحالفوا على هدم مصر حتى لا تكون شاهدة على ما يفعلون، والآن جارى البحث عن مصر المفقودة، والتى نأمل أن نعثر عليها قبل انفضاض المولد وحتى لا نفاجأ بأن بتاع البيانولا أخدها معاه ومشى.
أوصافها: سمراء ترتدى فستانا مشكل فرعونى رومانى قبطى إسلامى بنت بلد تحب إللى يحبها ومقبرة للغزاة على مر التاريخ عمرها 7000سنة عاملة عملية حرية من حوالى سنة ونصف وما زالت فى مرحلة النقاهة وعلى من يجدها تسليمها فورا للشعب المصرى اللى تعب وهو بيدور عليها.
العنوان الشمال الأفريقى قلب العرب ناصية نهر النيل أمام البحر الأحمر أو المتوسط.