لم أكن أتصور يوماً أن يتقمص بعض الشباب والرجال المنحرفين الخارجين عن القانون فى شخصية حقيرة مدمرة وهى شخصية (البلطجى).
فمثلاً فى عصر الزعيم الراحل (جمال عبد الناصر) كان كل مصرى من الشباب والرجال حريصين كل الحرص على الدفاع عن أرض الوطن وحب (مصـر) والمحافظة على ممتلكات الدولة وممتلكات الأفراد. فمثلاً فى الطريق العام الشاب يحافظ على الشابة وحق الطريق كاملاً من أدب وأخلاق واحترام.. والرجال ينصحون الشباب بذلك. وكان يقال لكل مصرى فى ذلك الوقت.. المصرى رجولة.. المصرى شهامة.. وكنا فى أمن وآمان، سعداء بحرص الشباب والرجال بالمحافظة على رجولتهم وشهامتهم فى حفظ أمن الجار والمارة فى الشوارع وممتلكات الغير من (محلات – وشركات – وخلافه). وأتذكر أيام الرئيس الراحل – جمال عبد الناصر – كان الانضباط جيدا فى الشارع المصرى وكانت الشرطة ملتزمة بحسن الخلق وكانت فعلاً فى خدمة الشعب ومع الشعب ضد الخارجين عن القانون. ولن يجرؤ عسكرى فى الوردية أن يشرب سيجارة واحدة فى اليوم طوال فترة الخدمة. ولن يتقاضى رشوة من أى مواطن مهما كان، وكان حسن الخلق، حريصا على الانضباط، والتفانى فى أداء عمله بصورة مشرفة. والآن نتساءل أين الضمير والتفانى فى العمل ؟! أين الرجولة والشهامة وحسن الخلق؟ وبعد مرور سنين ينقلب الحال على شباب ورجال (مصـــر) الخارجين عن القانون ونسمع عن شلة البلطجة.. متسول مجرم لا يكلف نفسه بعمل شريف.. ولكنه يلجأ إلى النهب والسرقة والقتل بدافع جمع المال، وإنفاقه فى تعاطى المخدرات والجلوس على المقاهى المشبوهة وغيرها.
مجموعات ليسوا من ظهر الرجال.. ليس عندهم رجولة وشهامة، سرقه ونهب وقتل ليصبحوا: أثرياء.. إلى متى ؟ لقد تغيرت النفوس، وتغيرت المفاهيم.. وأصبح كل من خرج على القانون يتصرف كما يشاء، كأن كل شىء ملكه وتحت أمره بالجبروت والقوة، كل هذا بعد حدوث الانفلات الأمنى الأخير.. هل ستتغير النفوس والعقول لهؤلاء الخارجين عن القانون (البلطجية)؟! هل استفادوا من دروس الماضى؟ إن البلطجى لا يعرف حقيقة نفسه، إنه مصرى ابن مصرى ابن هذه البلد الآمنة بفضل الله تعالى.. فلماذا يروع من فيها، لقد غاب عنه الكثير والكثير، فهى بالنسبة له أوقات يقضيها فى اللهو والعبث وبعدها الندم والحسرة.. من أى بيت لعين يأتى البلطجى وأين شهامتكم ورجولتكم التى كان عليها أباؤكم من قبل.
إلى متى تروعون إخوانكم وتسلبون أموالهم ؟! ارجعوا إلى مصريتكم وشهامتكم ولا تكونوا مصدر شر وخراب على الأمة.. ولتعلموا أن هناك عدوا ينتظرنا ويتربص لنا بالمرصاد لاستعمار بلادنا ونهب ثرواتنا. ولا تكونوا أول من يندم ويتحسر على هذه البلد الآمنة (مصر).