◄◄ «اليوم السابع» تدعو أهالى الشهداء للتقدم بأى معلومات خاصة بهم للضغط على المسؤولين من أجل التعويض
لعلها المرة الأولى والوحيدة التى قُرأت فيها الفاتحة على أرواحهم فى مقابر أوروبا.. والتى دفنوا فيها منذ 94 عاما بعدما استشهدوا أثناء الحرب العالمية الأولى.. هم مصريون بسطاء من طبقة العمال والفلاحين توارت جثثهم فى قلب مساحة خضراء تفوح برائحة الورود والأزهار فى كل من فرنسا وإيطاليا ومالطا واليونان.. بعيدا عن بلدهم.. بعيدا عن أهليهم الذين لا يعرفون فى أغلب الظن أين توجد مقابر ذويهم، ولماذا دفنوا بعيدا هكذا؟ ولماذا أرسلوا إلى الخدمة والعمل فى بلاد قادت حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟ ولماذا يغفل العالم عن ذكراهم باستثناء مقابر فخمة محاطة بالورود، أشرفت على تأسيسها هيئة الكومنولث المسؤولة عن رعاية مقابر ضحايا الحروب.
حين تقترب قليلا من المقابر التى تحمل بداخلها حكايات بشر، وأسرار حروب، وصراعات قوى.. ستشعر بالحسرة عندما ترى أسماء مواطنين مصريين مكتوبة عليها وبجوارها باللغة العربية «إنا لله وإنا إليه راجعون» جندى فيلق عمال مصرى توفى 1917 فى الحرب العالمية الأولى.
100 اسم لفيلق العمال المصرى الذين أرسلتهم إنجلترا للخدمة فى عدد من دول أوروبا أثناء الحرب العالمية الأولى، استطاعت «اليوم السابع» أن تحصل على أسمائهم وعناوين المقابر التى دفنوا فيها، من الدكتور أشرف صبرى الذى لم يمنعه تخصصه كاستشارى فى طب الأعماق وحوادث الغوص، من البحث فى كتب التاريخ التى قادته إلى معلومات مهمة حول أماكن مقابر المصريين فى أوروبا.
بداية القصة ترجع إلى اكتشافه وثيقة رسمية تؤكد أن مصر أقرضت بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى 3 ملايين جنيه إسترلينى، أى ما يعادل 28 مليار جنيه إسترلينى تقريبا فى الوقت الحالى، لكن بريطانيا لم تسدد هذا الدين حتى هذه اللحظة، تلك الوثيقة دفعت صبرى إلى البحث عن كل المعلومات التى توضح العلاقة بين مصر وبريطانيا آنذاك، وكان من بينها ما جاء فى كتاب الدكتورة لطيفة سالم أستاذة التاريخ «مصر والحرب العالمية الأولى» أنه «لم يتوان القائد العام للجيوش البريطانية عن الإلحاح فى اتخاذ الإجراءات الفعالة للحصول على العدد اللازم من العمال»، وتقدر الدكتورة لطيفة عدد المصريين الذين شاركوا فى الحرب العالمية الأولى بأوامر من بريطانيا سواء كانوا من الجنود وفيلق العمال وفيلق الجمال بحوالى مليون ومائتى مصرى، على الرغم من أن تقديرات عدد من المؤرخين عن تلك الفترة، حصرت عددهم بين 80الى 90 ألف جندى فقط، وبصرف النظر عن ذلك ليس مهما كم عدد من شارك بقدر أهمية أن دماء مصرية سالت بالفعل فى حرب لا دخل لهم فيها .