مـلـوكٌ، فـأمّـا حـالُهم فعبيدُ
وطـيـرٌ، ولـكـنَّ الجُدودَ قُعودُ
أقـاموا على متن السحابِ فأرضُهم
بـعـيـدٌ، وأقـطارُ السماءِ بعيد!
مـجـانـينُ تاهوا في الخيال فودَّعوا
رواحـةَ هـذا الـعيشِ وهو رغيد
ومـا سـاء حـظُّ الحالمين لَوَ انّهم
تـدوم لـهـم أحـلامُهم وتجود
فـوا رحـمـتـا للظالمين نفوسَهم
ومـا أنـصـفَتْهم صحبةٌ وجُدود
ويذرون من مسّ العذابِ دموعَهم
فـيُـنـظَـمُ منها جوهرٌ وعقود
بني الأرض كم من شاعر في دياركم
غـبـيـنٍ، وغبنُ الشاعِرينَ شديد
بـنـي الأرض أَوْلـى بالحياة جميلةً
مُـحِـبٌّ عـليها من حُلاه نضود
مُـحـبٌ تُـنـاجيه بأسرار قلبها
ومـهـما تردْ في العيش فهو يُريد
عـلـى أنّه قد يبلغ السُّؤلَ خاطبٌ
خـلـيٌّ ويـزوي عن هواه عميد
بني الأرضِ لا تنضوا له السيفَ إنّهُ
يُـذاد عـن الـدنـيا وليس يذود
أُريـدَ بـه لـلناس خيرٌ فلم يزلْ
بـه عَـمَـهٌ عـن نفسه وشُرود
تـجـمَّـعتِ الأضدادُ فيه فحكمةٌ
وحـمـقٌ، وقـلبٌ ذائب وجُمود
حُـمـاداه صـبرٌ في الحياة وإنّما
هـي الـنـارُ تـخبو ساعةً وتعود
مُـقـيمٌ على عرش الطبيعة حاضرٌ
ولـكـنّـه بـيـن الأنـام فقيد
إذا جـال بـالـعينين فالكونُ بيتُهُ
فـإنْ مـدّ بـالـكفّين فهو طريد
وأقـصـى مـنـاه في الحياة نهارُهُ
وأدنـى مـنـاه فـي الممات خُلود
يرى الغيبَ عن بعد ، فمقبلُ عهدهِ
قـديـمٌ، ومـاضيه القديمُ جديد
إذا عـاش فـي بـأسائه فهو مَيّتٌ
وإنْ مـات عاش الدهرَ وهو شهيد
شـقـاوتُـه في الشعر وهو هناؤهُ
ولـيـس لـه عـن حالتيه مَحيد
جـنـونٌ أحـقُّ الناسِ طُرًّا بهجرهِ
أُولـو الـفهمِ ، لو أنَّ الفُهومَ تُفيد