جريدة الشروق
مياه شحيحة ووسائل نقل بدائي
فى قرية «الكرنك» التابعة لمركز أبوتشت بمحافظة قنا، يعيش أكثر من 34 ألف مواطن، فى انتظار «الحلم»، فالحصول على كوب مياه نظيف، أصبح حلما يراود أهالى القرية، فهم لا يرغبون فى أن يلقوا مصير غيرهم، من أبناء القرية المصابين بالأمراض.
تبدأ رحلة معاناة أهالى «الكرنك» مع طلعة كل صباح، بالبحث عن جركن مياه من سيارات النقل التى تجلبها إليهم من مدينة نجع حمادى، والتى تعتبر أقرب مركز لهم.
يقول وجيه عليوم، مدرس، إن شبكة المياه فى القرية أصبحت مغطاة بالطحالب والمواد السامة لقدمها، حيث أنشئت فى عام 62 ومنذ ذلك الحين لم تتغير ولم تحدث لها عمليات الصيانة الدورية، على الرغم من صدور قرار بإزالتها حتى زادت نسبة المنجنيز بداخل المياه، وهو ما أدى إلى انتشار الأمراض بين أبناء القرية، خصوصا مرض الفشل الكلوى والفيروسات الوبائية.
وتابع عليوم: «الأهالى يقومون يوميا بشراء جراكن المياه من السيارات المحملة بالخزانات، والتى يجلبها التجار مستغلو الأزمة من مدينة نجع حمادى، ليبيعوها بسعر جنيه واحد للجركن سعة 4 لتر، ورغم تشكيل لجان شعبية للتوسط لدى المسئولين، إلا أن المشكلة لم تحل».
أما جمال فريد، أمين الحزب الناصرى بمركز أبوتشت، فقد أكد أن قطر مواسير المياه بالقرية أصبح لا يزيد على 5 سم، بعد أن كان قطرها 20 سم، وذلك بسبب كثرة الرواسب الموجودة داخل المواسير، بالإضافة إلى عدم وجود «محابس غسيل»، لتنقية المياه وعدم تغييرها منذ عهد عبدالناصر، كل ذلك أدى إلى تلوث المياه، وإصابة المواطنين بالعديد من الأمراض.
مشكلة المياه لم تكن الأولى والأخيرة، التى يعانيها أبناء القرية، فأسلاك الكهرباء مكشوفة فى شوارع القرية، وهو ما يعرض حياة المواطنين للخطر، ويتذكر فريد واقعة شهدها مؤخرا «نجع تركى»، التابع للقرية نفسها، عندما سقطت أسلاك الكهرباء وأدت إلى قتل البهائم الموجودة بإحدى الحظائر.
وأضاف فريد: «مشكلة المياه والأنابيب والصحة، من المشكلات التى تواجه الأهالى، فالقرية بلا مستودع حكومى أو خاص، كما أنها تابعة تموينيا لمركز فرشوط، وإداريا لمركز أبوتشت، وهو ما يتسبب فى غياب الرقابة التموينية عنها، ويشجع من تجارة السوق السوداء، فالقرية تبعد نحو 13 كيلومترا عن المركزين.
وقال كمال أبوحسين، مزارع، المستوى الاقتصادى داخل القرية منخفض جدا، حيث إن معظم سكان القرية يعتمدون على الزراعة مصدرا لرزقهم، وبالتالى فهم غير قادرين على شراء المياه بصفة مستمرة، كما أن القرية بها مدرسة ابتدائى واحدة وزيادة الطلاب بها أدى إلى ضعف العملية التعليمية.