وصل مساء اليوم رئيس الوزراء الفلسطينى فى قطاع غزة إسماعيل هنية إلى القاهرة فى أول زيارة له منذ عام 2006، وبعد نجاح الثورة المصرية فى 25 يناير الماضى، وسط حراسة فلسطينية ومصرية مشددة.
وقد رافق هنية فى زيارته مستشاره السياسى الدكتور يوسف رزقة، والمتحدث باسم الحكومة الفلسطينية طاهر النونو، وقد التقى هنية فور وصوله عددا من القيادات الأمنية المصرية فى اجتماع خاص ومغلق داخل مقر إقامته فى القاهرة، بأحد فنادق القاهرة، وتواصل الاجتماع مع اللواء نادر الأعصر مسئول الملف الفلسطينى بجهاز المخابرات العامة المصرية، واللواء نادر الغزاوى، والعميد أحمد عبد الخالق على مأدبة عشاء، كما التقى هنية الليلة بخيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
وكشف إبراهيم الدراوى – مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة – أن جولة هنية العربية والإسلامية التى يقوم بها الآن والتى يستهلها بمصر، تشمل عددا من الدول العربية والإسلامية على رأسها البحرين وقطر وليبيا والسعودية وتركيا.
وقال الدراوى لـ "اليوم السابع" : إن زيارة هنية اليوم إلى القاهرة تأتى فى إطار التواصل مع المسئولين المصريين للتباحث حول سبل تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية داخل قطاع غزة، خاصة أنه يمتلك شخصية مقبولة من كافة الأطراف داخل القطاع من الفصائل الفلسطينية كفتح وحماس والجهاد، مؤكدا أن من بين القضايا التى يبحثها هنية مع المسئولين المصريين قضية فك الحصار عن قطاع غزة.
وأشار الدراوى إلى أن زيارة هنية إلى القاهرة تستمر 48 ساعة ثم يغادر بعدها إلى العاصمة السودانية الخرطوم، لحضور مؤتمر القدس الدولى الذى ترعاه مؤسسة القدس الدولية والذى يعقد كل عام فى عاصمة عربية.
وأوضح الدرواى أن من بين جدول أعمال هنية أنه يلتقى غدا صباحا بالدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء المصرى ، كما يلتقى بأمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى ثم وزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو، كما يلتقى هنية بالمرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع.
ومن جانبه، أكد الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسى لهنية، أن الزيارة الخارجية لرئيس الوزراء إسماعيل هنية لعدد من الدول العربية والإقليمية ستناقش ملفات إعادة الإعمار لقطاع غزة والتنمية والبطالة.
وأكد رزقة فى تصريحات لعدد من الصحفيين، أنه سيتم التركيز على هذه الملفات خلال جولة رئيس الوزراء الخارجية.
وأشار رزقة إلى أنه سيكون لهذه الزيارة أهمية كبيرة لأنها تأتى فى ظروف دقيقة وحساسة، وستنعكس إيجابيا على الساحة الفلسطينية من حيث تفكيك الحصار السياسى ومعالجة الحصار الاقتصادى والمالى المفروض على قطاع غزة، لأن التغيرات التى حدثت خلال الربيع العربى تعد تغيرات إيجابية بالنسبة للقضية الفلسطينية بشكل عام ولقطاع غزة على وجه الخصوص.
وقد غادر هنية قطاع غزة، ظهر اليوم الأحد عبر معبر رفح البرى، فى جولة عربية وإسلامية خارجية، هى الأولى منذ خمس سنوات، يبدأها بمصر.
وقال هنية، فى تصريحات له خلال مغادرة المعبر: إن هذه الجولة تأتى بنكهة الثورات العربية وصفقة وفاء الأحرار، لافتًا النظر إلى أن "أول محطة ستكون مصر قلب الثورات العربية".
وأكد أنه سيشارك بمؤتمر دولى من أجل القدس ينعقد فى الخرطوم، واستدرك "أنا مهتم جدا بالمشاركة بهذا المؤتمر، وهو يعنى لنا الكثير، ونحن لا نبالى بما يدعيه الاحتلال بأن القدس عاصمة لهم، بل هى عاصمة أبدية لدولة فلسطين".
وتمنى هنية الاستقرار السياسى لجميع الدول العربية، وشدد على أن حركته وحكومته ضد أى عنف مهما كان نوعه ومصدره.