قال العميد عادل ياسين رئيس قسم الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بقطاع الأمن العام فى حوار خاص لـ"اليوم السابع" إن الهجرة ظاهرة عالمية فهناك 214 مليون مهاجر على مستوى العالم، ونظرًا لتفاوت الحالة الاقتصادية ولا سيما بعد أحداث 11 سبتمبر بأمريكا وتضيق الخناق على الهجرة الشرعية ظهرت الهجرة غير الشرعية، ولم يكن المصريون بمنأى عن هذا حيث أصاب رذاذ من هذه الظاهرة المصريون، لعدة أسباب أهمها البطالة وزيادة الأسعار وأعباء الحياة، كما لعبت وسائل الإعلام دورًا مهمًا فى إنماء الهجرة غير الشرعية مثل فيلم النمر الأسود والذى شجع الشباب على الهجرة لتحقيق العديد من الأحلام فى وقت قصير.
وأضاف ياسين، أن الدول الأوربية باتت تفضل استقطاب العمال من شرق أوربا بدلا من العمالة المصرية، وهو الأمر الذى قلص من فرصة السفر بطريقة شرعية من قبل العمالة المصرية ومن ثم لجأ العديد منهم للسفر بطريقة غير شرعية، لافتًا إلى أن طول السواحل فى مصر أدى إلى ارتفاع الظاهرة، فساحل البحر المتوسط طوله أكثر من 1300 كيلو، وسواحل دمياط أكثر عرضه للهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى مطروح ورشيد والسلوم.
وشدد ياسين على ضرورة تفعيل قانون الطوارئ للتصدى للمهربين، الذين يحصلون على مبالغ مالية كبيرة من الشباب تصل إلى 50 ألف جنيه، حيث يشترى السمسار مركباً يقل على متنه 150 شاباً ومن ثم يحصل على عائد لا بأس به، لافتا إلى أن هناك أشخاص فى العديد من الدول الأوربية يعملون فى مجال استقطاب العمالة المصرية إلى بلادهم من خلال السماسرة المصريين، مضيفا بأن المهاجر غير الشرعى يعاقب فى حالة واحدة وهى التسلل غير الشرعى وتكون عقوبتها مخففة، وأشار ياسين إلى أنه يوجد 4,5 مليون مهاجر مصرى بصفة عامة من مصر، لافتا إلى أنه تم إحباط 800 حالة هجرة غير شرعية خلال عام 2011، وأن هناك المئات من الشباب ابتلعهم البحر أثناء توجههم إلى ليبيا عبر المراكب الصغيرة ولم يتم العثور عليهم منذ 2007، وتابع بأن شقيقين سافرا بطريقة غير شرعية إلى ليبيا عبر إحدى المراكب الصغيرة، إلا أن البحر ابتلع أحدهما وبعد عدة سنوات عاد الأخ الثانى للسفر مرة إحدى بنفس الطريقة إلا أنه عندما شاهد شاطئ البحر وتذكر لحظات غرق شقيقه فى المرة الأولى أصيب بحالة من الجنون وأصبح مختلا عقلياً.
وتابع ياسين بأن السمسار يتفق مع الشاب بأن له 3 محاولات للهجرة مقابل حصوله على المبلغ، وعن أشهر المناطق المصدرة للهجرة غير الشرعية فى مصر أكد أنها تنحصر فى مركز أبنوب بأسيوط وجزء بسيط من المنيا وكوم زمران والعيون فى البحيرة وميت سهيل فى الشرقية وقرية زنارة فى المنوفية والناصرية فى الغربية وكفر الشيخ ودمياط، وأبرز منطقة على مستوى الجمهورية تصديرًا للهجرة غير الشرعية كفر كيلا الباب بالفيوم.
وكشف ياسين عن طريق سير الشباب قبل الهجرة غير الشرعية حيث يتخلصون من بطاقة الرقم القومى، ويقوم السمسار باستئجار أماكن حتى يقيم بها الشباب قبل ساعات من سفرهم، ومن ثم تم وضع خطط أمنية وكمائن ثابتة فى هذه الأماكن لإحباط محاولات الهجرة غير الشرعية.
وأفاد ياسين بأن الداخلية لديها خريطة بأشهر السماسرة فى مصر حيث يتخطى عددهم مائتى سمسار، ويتم ملاحقتهم بين الحين والآخر، السمسارة يتفقون مع الشباب أن له ثلاث محاولات للسفر فى حالة فشلة فى الوصول من أول مرة، مشيرًا إلى أنه يتم استخدام القوانين المتاحة لمواجهه الهجرة غير الشرعية ولكنها غير رادعة.
المحور الأول لمواجهه جرائم الهجرة غير الشرعية تتمثل فى 3 محاور وأولها "المنع" من خلال تحديد النقاط التى يخرج منها المهاجرون منها أبنوب بأسيوط من أهم النقاط بالوجه القبلى وجزء من المنيا ويليهم الفيوم بمدينة تاطون ووسط الدلتا منها الغربية والشرقية والمنوفية وكفر الشيخ وبعض المناطق بالبحيرة أهم المناطق المصدرة للهجرة، ويتم تسير دوريات على الحدود بالتنسيق مع حرس الحدود لمنع الشباب من الهجرة.
واستطرد ياسين مؤكدًا بأن أهم المعوقات التى تحول دون السيطرة على أعمال الهجرة غير الشرعية طول السواحل ووعورة بعض المناطق والبحيرات الملتصقة بالزراعات وضخامة العائدات التى يحصل عليها المهربون ورغبة الشباب فى الهجرة لافتا إلى أن مصر قياسًا بالدول العربية ليبيا وتونس أقل تصديرًا للهجرة غير الشرعية وأن الموقف مازال تحت السيطرة.
وأضاف بأنه تم إحباط 23 عملية هجرة غير شرعية عقب ثورة 25 يناير بإجمالى عدد مهاجرين غير شرعيين 630 مهاجراً تم ضبطهم خلال عام 2011، مؤكدًا أن أعداد المرحلين من الدول الأوربية عقب أحداث الثورة زادت بمعدل الضعف عن أعداد المرحلين فى العام السابق، حيث تم ترحيل 766 شاباً من إيطاليا و134 مرحلا من اليونان بإجمالى 900 مرحل فى الفترة من بعد الثورة أما فى 2010 وصل عدد المرحلين 498 مرحلاً.
وأوضح ياسين، أنه يجب على الشباب تأهيل أنفسهم بالدراسة العلمية الجيدة حتى يحصل على فرصة عمل شرعية بالدول العربية والخليجية وأيضا داخل مصر لأن العصر الحالى لا يسمح بتوفير فرص عمل لغير المؤهلين.