ت قلب المرء قائلة إن الحياة دقائق وثوان، هى دقائق وثوان يحياها العبد كما يحياها الحر، دقائق وثوان يحياها الملوك كما يحياها المماليك، دقائق وثوان طالت قصرت دقائق وثوانى، عموماً هى حياة الإنسان يفعل فيها ما يحلو له وما لا يحلو له، يتذكر وينسى، يهتم ويهمل ، يحارب ويسالم، هو دائماً فى كبد يستطيع بطاقته أن يقهر الكثير والكثير من الأشياء، ولكن لا يستطيع أن يوقف عجلة الزمن ولو للحظة.
إلى كل الملوك وكل من ملك دائماً اجعل نهايتك أمام عينيك واجعل لإرادتك فيها دور فلتختر نهايتك من بين النهايات، اجعل العدل هو مصلحتك والحق هو قانونك، اجعل للقيم الإنسانية الغلبة على المصالح، وإذا ذكرك الشيطان بماضيك ذكره بمستقبله، لن تجد نفسك يوماً إن كنت حياً أو ميتاً صفحة سوداء فى كتاب التاريخ.
التاريخ لا ينسى الطغاة، بل يخلد ذكراهم أعتقد بشكل يفوق من كان عادلاً، ألم يشغل هتلر من صفحات التاريخ العديد والعديد، ذكر التاريخ لعبد الناصر نظافة اليد ومعالم شخصيته الفريدة، ولم ينس له استبداده أحياناً وثقته التى كانت كثيراً فى غير محلها، وكان السادات نموذجاً فريداً فى الدهاء، فيا ترى ماذا سيكتب التاريخ عن مبارك؟
حكم حسنى مبارك مصر ثلاثين عاماً فكانت الأطول عن سابقيه، لم يدخلنا فى حروب طوال تلك المدة فعلاً، ولكن عشنا كما يعيش المهزومون المنكسرون فانهزمنا دون حرب، لم يكن هناك إنفاق على الحروب، كما لم يكن هناك تقدم فى التعليم والرعاية الصحية وفى كافة المجالات التى تطلبها حياة المجتمعات البشرية حتى زادت قيمة رغيف الخبز على حياة الإنسان.
هل لو كان حسنى مبارك يرى نهايته كما نراها نحن الآن لاختار أن يحكم مصر؟
سأل عبد وبيده شربة ماء سيده حيث كان ملكاً كم تدفع من ملكك مقابل شربة الماء إذا منعت عنك؟
فأجاب: أدفع فيها نصف ملكى.
فسأله العبد: كم تدفع فيها إذا حبست بداخلك؟
فأجاب: أدفع فيها ملكى كله.
فألقاها العبد على الأرض قائلاً أف لهذا الملك الذى لا يساوى شربة ماء.